ا
صل الشعوب الافريقيه
بقلم وزاف وولف – جامعة شارل براغ
ان الاراء العالميه المتعلقة بالمعارف الحديثه وبالاكتشافات الجديدة للثقافات الحقيقية والحضارات الحاليه لاتكفى لتحيطنا علما بكل مايجب بوصف وعلم الحياه البشريه بافريقيا ولازال الكثير ينتظر الاكتشافات والدروس – ان افريقيا لازالت فى انتظار روادها العلماء وهذه حقيقه بصفة خاصه بالنسبه لدراسة نسب تطور القبائل والجنسيات والشعوب الافريقيه التى قداهملتها الآداب العلميه إلى الان اكثر من غيرها مع إنها تمثل بلاشك اعوص المشاكل التى يجب حلها والسبب يعود من ناحية إلى الطابع المميز للمجتمعات الافريقيه بجنوب الصحراء والى قلة المصادر والمعطيات المكتوبة وغالبا التاريخية فيما يتعلق بأصل وتطورا لمجتمعات العرقيه والشعوب المعنية والسبب الأخر هو عدم وجود مراكز للبحث وعلماء فى قطاع العلوم الاجتماعيه بافريقيا نفسها – وأخيرا يجب التذكير بان دراسة حياة الشعوب الافريقيه لاتحظى بالعناية ألكافيه حتى فى مراكز البحث مثل الهيئة الافريقيه الدوليه بلندن – وايفان- ومتحف الإنسان بباريس – وغيرها لهذا السبب اعتبرت دراسة المسائل المتعلقه بمنشأ الشعوب والجنسيات الافريقيه وتطورها من أهم الواجبات عندما فتحت فى جامعة شارل بعاصمة براغ فرعا جديدا تحت اسم – الأبحاث الافريقيه – وكانت النتيجة الاولى هى تشكيل فريق من العلماء والطلبة مختصين بأبحاث افريقيا وأعددت معهم مجموعة أبحاث تحت عنوان – دراسات افريقيه – تأليف ج- وولف جامعة شارل براغ 1966م وتحتوى هذه المجموعه على معارف تخفى دراسات حياة قبائل كل من :- اشنتى – وبيني – وايبو- ايزاندا- باغاندا- كيكيو- هيريرد- وألان نحن بصدد إصدار كتاب جديد لهذه الأعمال يحمل نفس عنوان الجزء الأول ولقد نشرت بعض الدراسات باللغة الانجليزيه – مساهمة فى دراسة حياة سكان الشمال الشرقي لأفريقيا – طبع بجامعة كارولينا ببراغ 1967م ودراسة حول مشكل اصل المجتمع البشرى فى افريقيا – قسم علم الحياه البشريه يوزنان 1963م وكذلك بعض المؤلفات باللغة التشيكية– ولقد أجريت فى البحث الأخير الخاص بأصل المجتمعات الافريقيه 1969م محاوله لإعادة بناء الظروف الاصليه وتقديم المجتمعات العرقيه والجنسية واللغوية لأفريقيا ان هذا المشكل الذي لا يجد بعد حلا مرضيا فى الأدب العالمى يندرج قبل كل شىء داخل اطارالافتراضات والنظريات وفى بعض الحالات فى نظريات شديدة الغرابه وغير مضبوطة والشيء الذي لفت بالخصوص انتباهي بصفتي باحث متخصصا بالشئون الافريقيه بصفة عامه التى لم يوجد لها حل نهائي إلى ألان والشيء الذي لا يقل اثاره لدهشتي هو ملاحظتي ان المسائل المتعلقه بعلم حياة البشر اى المسائل التى تمس أصل وتطور المجتمعات العرقيه والقبائل والجنسيات والشعوب بافريقيا هى التى توجد من بين المشاكل الغير مدروسة جدا ولكن مافتأت ان أدركت ان الأمر يتعلق ببقايا التراث المؤلم للعهد الاستعماري حيث لافا ئده للدول الاستعماريه فى معرفة الماضي الثقافى للشعوب الافريقيه ماضي لايريد اغلب العلماء حتى الاعتراف به والسب فى ذلك يعود متجهة إلى الانانيه الاوربيه السائدة فى الميدان العلمي التى لاتعطى الدراسة النظرية حول علم حياة البشر فى افريقيا حق قدرها ومن جهة أخرى فان السياسة الاستعماريه المحنكة تدرك ان دراسة هذه المسائل هى لصيقة بالارتباط مع روح النضال من اجل الاستقلال الوطني والوعي القومي بافريقيا .ولقد أثارت الاكتشافات الاثريه للمراكز الثقافية المتطورة فى افريقيا والتي تحققت اثناء العشرين سنة الاخيره والآثار العجيبة التى عثر عليها علماء الطبائع البشريه فى افريقيا الشرقيه والجنوبية فقد أثارت اهتماما كبيرا لدراسة هذه المسائل وبرهنت على ان افريقيا لم تكن لها أثارها الحقيقية القديمه الخاصة وعصورها الوسطي المتطورة فحسب بل ان شعوب هذه القاره كانت تشكل منذ البداية جزء لايتجزاء من التاريخ الثقافى للانسانيه وانأ شخصيا أقول بالراى القائل بان حل هذه المسائل يمثل أيضا أهمية كبرى بالنسبة لتطور شعوب افريقيا حاليا ومستقبلا – لقد قدمت فى القسم الأول من بحثي الخاص بتطور الشعوب الافريقيه شرحا من اصل المجتمع البشرى فى القارة الافريقيه وكذلك ألدلاله عن الطابع الاصيل لزنوج افريقيا كما تمكنت من تحديد منطقة نشؤ المجتمع البشرى واعدت بناء أقدم عصور التاريخ الافريقى معتمدا فى ذلك على اكتشافات الطبيعة الانسانيه وأثار متقبل التاريخ التى عثر عليها إلى ألان – حقيقة ان افريقيا هى مهد الانسانيه كما اثنا بذلك شارل داروين فى كتابه اصل الانسانيه – وان أقدم الاكتشافات للإنسان المسمى(( هوموهبيلس)) قد عثر عليها فى ( هوة اول داوى) بافريقيا الشرقيه ويعود تاريخها إلى ملايين السنين ويدل هذا على ان أقدم أثار المجتمع البشرى وكذلك ثقافته قد اكتشفت فى افريقيا – إما فيما يتعلق بالجنس الاسود فلقد لاحظت انه نشاء ابان العصور الحجريه القديمه فى نفس عهود اجناس المنغول والاوربيين الأول – قوقا سويت- اى زمن تطور الجنس الحالى - للهوموسابيات – اى قبل عهدنا بمايقارب مائة إلف سنه إلى عشرة ألاف سنه وحتى عبر التاريخ فانها تشكل من ناحية التطور مجتمعين متبايين على الاقل وانى ارى فى اكتشاف الطابع الاصيل بافريقيا عند كل من – البالينقرويد- ( الزنوج السمر ) – قبائل خويسان –( الاقزام) وكذلك عند – النيونقوريد- ( السود انفسهم كاهم نتيجه) فبينما كانت فرق باليونقرويد تعيش فى منطقة افريقيا القديمه منذ 40-50 إلف سنه كانت فرق السود على وجه الدقه –( الباتو – السودانيين – النيلوت ) الذين يعتبرون من الناحيه البشريه احدث ومن ناحية التطور اكثر رقيا – اذ انهم لم ينشؤا فى افريقيا الامنذ عشرة الاف سنه فقط وقد انتشروا عبر القاره بسرعه نسبيه ولم تمضى عليهم فترة طويلة حتى احتلوا كامل افريقيا جنوب الصحراء ويدلنا على ان مجتمعات السود لم تقدم من اسيا ولامن اوربا وان تطورهم الثقافى والقومى لم يكن نتيجة حضارات اوثقافات اجنبيه فى علمي فاننى ادحض الاراء الحاليه للعلماء امثال – ويدنراش – فرنيبارق- سيلقمان- وغيرهم الذين لا يعترفون بأصل الزنوج الافريقى وبثقافتهم اولا يقبلونه الأعلى اساس تاثيرات جوهريه اوربيه او اسيويه كما اننى ادحض الاراء والافكار الفرديه لبعض العلماء الافارقه تلك الاراء التى وان كانت شائعه جدا فى افريقيا مثل مااتى به كل من الشيخ – انت ديوب- غرانت جونسون – إلا إنها بقيت فى ميدان الخيال والافتراضات .
وأخيرا لا بدلى أيضا من معارضة فكرة العالم الامريكى (( دوناندويدنار)) كما عرضها فى كتابه ( تاريخ افريقيا الواقعه جنوب الصحراء) نيويورك 1962م ويبدوا شرحه تقدميا فى الظاهر حيث انه على عكس العلماء السابقين يدافع عن الراى القائل ( بان افريقيا ليست هى مهد الزنوج فحسب بل مهد الانسانيه قاطبه ) ويدل بنظرية نزوح الاجناس والاقوام الاخرى من هذا المركز لافريقيا الشرقيه – وهنا يدخل– ويدنار- فى النظريات التى لاتتلائم مع الاكتشافات ولا مع الاحداث ألعلميه فى الأجزاء الاخرى من العالم.
واننى اعتبر مسألة تحديد النواة العرقيه لسكان افريقيا الأصليين اى تحديد أقدم الاقوام العرقيه بافريقيا كمساهمه أخرى هامه بالنسبة لمعرفة أقدم تاريخ لافريقيا وانى لاحظت وجود أربعة مجموعات أوليه :-
1قوم من جنس نيونقرويد ( البفتو- السودانيين – النيلوت )
1- قوم من جنس الخويسات ( بوشيمات – وبعد ذلك الحوتنتوت)
2- قوم من جنس البيقماى ( الاقزام)
3- قوم من البيض الافارقه (ويلقبون بافارقة ساحل البحر الابيض المتوسط)
4- وادمج هذا التعبير الاخير – البيض الافارقه – فى الأدب لاول مره لانه
يدل على اكثر من غيره على طبيعة هذه المجتمعات ويوافق قائمة التسميات الدوليه من حيث اللفظ – وبجانب هذه الاقوام الاوليه الاربعه للمجتمع الافريقى الاصلى يجب اضافة فريقا خامسا نشأ اخيرا وهو فى نفس الوقت مكون من خليط من الشعوب مثل الحبش وقد ساهم هذا الاخير بقسط وافر فى تكوين فرقه عرقيه فى المناطق المتاخمه لجنوب الصحراء وفى الجزء الشمالى الشرقى للقاره . واننى على علم بان تفسير وترتيب علم حياة البشر فى افريقيا سيبقى بدون شك لمدة طويلة موضوع تخمين وتأمل ومناقشات نظريه – وخلافات علميه ولكن أصالة نشأة اجناس نيقرويد ومجتمعات السود لن تعود مثار للجدال .
ربما كان تطور الاقوام الافريقيه بطيئا اكثر مما هى عليه فى اوربا وآسيا ولكنها تطورت فى الفترة التاريخية نفسها بتوان أطول مما هوعليه فى المراكز الاخرى من القارة القديمه وفى هذا التسلسل من التطور الاجتماعي فان تطور المجموعات العرقيه والجنسيات والشعوب بافريقيا هو الذي كان متخلفا , ففى بعض الجهات نرى ان المجموعات والأحزاب والقبائل لم تتطور بعد من ناحية الجنسيات ونجد أن العديد من الاقوام ذوى الجنسيات لم تتوفر فيهم إلى الان الشروط الاوليه لتكوين امة , وإذا نظرنا إلى القارة الافريقيه من هذه الزاوية فإننا نلاحظ إنها محالفه لأوربا جوهريا إلا ان تطور الجنسيات لايقع بصفة منعزلة لانه مرتبط بالتطور العام الاجتماعي والاقتصادي والتاريخي للمجتمعات المختلفة فى افريقيا واما مقارنة الاحداث الثقافية والاجتماعية الغيرهامه وكذلك منعطفات الانسانيه فى اوربا وآسيا وأفريقيا الدليل التاريخىعلى ان القارة الافريقيه لم تكن مجرد( قارة شعوب متأخره ومتوحشة) بل كان لها ولها ألان تاريخها الخاص وتطورها الوطني الخاص غالبا ماتشهد الرقى ان لم نقل التقدم الذي عرفته المراكز التاريخية فى اوربا وآسيا – هذا ماقاله وزاف وولف -
ونحن نقول ان قضية الجدال الواسعة حول هذه القاره هى نظرة الآخرين إليها من خلال ثقافتهم الخاصة البعيدة عن الثقافة الافريقيه ذاتها- وان كنت انظر أيضا إلى تعامل أبناء القارة الافريقيه بالثقافة المستمده ولو إننا تحررنا فعلا من ثقافة الاستعمار وشددنا الهمة والرحيل إلى أدغال هذه القاره وتحدثنا مع شعوبها الذين هم منا ونحن منهم وراجعنا معا ثقافتنا الافريقيه وتحررنا تماما من تلك الثقافات وحررنا أنفسنا أيضا من عقدة النقص التى تسيطر علينا وحررنا النفوس مما يسيطر عليها من خوف لوجدنا حقائق جديدة نسدلها إلى هذه القاره مجدا جديدا ومفيدا ونحيى حضارة كانت وستبقى هى حضارة الانسانيه عموما – وخير القول ما شهدت به الأعداء
[img][/img]
صل الشعوب الافريقيه
بقلم وزاف وولف – جامعة شارل براغ
ان الاراء العالميه المتعلقة بالمعارف الحديثه وبالاكتشافات الجديدة للثقافات الحقيقية والحضارات الحاليه لاتكفى لتحيطنا علما بكل مايجب بوصف وعلم الحياه البشريه بافريقيا ولازال الكثير ينتظر الاكتشافات والدروس – ان افريقيا لازالت فى انتظار روادها العلماء وهذه حقيقه بصفة خاصه بالنسبه لدراسة نسب تطور القبائل والجنسيات والشعوب الافريقيه التى قداهملتها الآداب العلميه إلى الان اكثر من غيرها مع إنها تمثل بلاشك اعوص المشاكل التى يجب حلها والسبب يعود من ناحية إلى الطابع المميز للمجتمعات الافريقيه بجنوب الصحراء والى قلة المصادر والمعطيات المكتوبة وغالبا التاريخية فيما يتعلق بأصل وتطورا لمجتمعات العرقيه والشعوب المعنية والسبب الأخر هو عدم وجود مراكز للبحث وعلماء فى قطاع العلوم الاجتماعيه بافريقيا نفسها – وأخيرا يجب التذكير بان دراسة حياة الشعوب الافريقيه لاتحظى بالعناية ألكافيه حتى فى مراكز البحث مثل الهيئة الافريقيه الدوليه بلندن – وايفان- ومتحف الإنسان بباريس – وغيرها لهذا السبب اعتبرت دراسة المسائل المتعلقه بمنشأ الشعوب والجنسيات الافريقيه وتطورها من أهم الواجبات عندما فتحت فى جامعة شارل بعاصمة براغ فرعا جديدا تحت اسم – الأبحاث الافريقيه – وكانت النتيجة الاولى هى تشكيل فريق من العلماء والطلبة مختصين بأبحاث افريقيا وأعددت معهم مجموعة أبحاث تحت عنوان – دراسات افريقيه – تأليف ج- وولف جامعة شارل براغ 1966م وتحتوى هذه المجموعه على معارف تخفى دراسات حياة قبائل كل من :- اشنتى – وبيني – وايبو- ايزاندا- باغاندا- كيكيو- هيريرد- وألان نحن بصدد إصدار كتاب جديد لهذه الأعمال يحمل نفس عنوان الجزء الأول ولقد نشرت بعض الدراسات باللغة الانجليزيه – مساهمة فى دراسة حياة سكان الشمال الشرقي لأفريقيا – طبع بجامعة كارولينا ببراغ 1967م ودراسة حول مشكل اصل المجتمع البشرى فى افريقيا – قسم علم الحياه البشريه يوزنان 1963م وكذلك بعض المؤلفات باللغة التشيكية– ولقد أجريت فى البحث الأخير الخاص بأصل المجتمعات الافريقيه 1969م محاوله لإعادة بناء الظروف الاصليه وتقديم المجتمعات العرقيه والجنسية واللغوية لأفريقيا ان هذا المشكل الذي لا يجد بعد حلا مرضيا فى الأدب العالمى يندرج قبل كل شىء داخل اطارالافتراضات والنظريات وفى بعض الحالات فى نظريات شديدة الغرابه وغير مضبوطة والشيء الذي لفت بالخصوص انتباهي بصفتي باحث متخصصا بالشئون الافريقيه بصفة عامه التى لم يوجد لها حل نهائي إلى ألان والشيء الذي لا يقل اثاره لدهشتي هو ملاحظتي ان المسائل المتعلقه بعلم حياة البشر اى المسائل التى تمس أصل وتطور المجتمعات العرقيه والقبائل والجنسيات والشعوب بافريقيا هى التى توجد من بين المشاكل الغير مدروسة جدا ولكن مافتأت ان أدركت ان الأمر يتعلق ببقايا التراث المؤلم للعهد الاستعماري حيث لافا ئده للدول الاستعماريه فى معرفة الماضي الثقافى للشعوب الافريقيه ماضي لايريد اغلب العلماء حتى الاعتراف به والسب فى ذلك يعود متجهة إلى الانانيه الاوربيه السائدة فى الميدان العلمي التى لاتعطى الدراسة النظرية حول علم حياة البشر فى افريقيا حق قدرها ومن جهة أخرى فان السياسة الاستعماريه المحنكة تدرك ان دراسة هذه المسائل هى لصيقة بالارتباط مع روح النضال من اجل الاستقلال الوطني والوعي القومي بافريقيا .ولقد أثارت الاكتشافات الاثريه للمراكز الثقافية المتطورة فى افريقيا والتي تحققت اثناء العشرين سنة الاخيره والآثار العجيبة التى عثر عليها علماء الطبائع البشريه فى افريقيا الشرقيه والجنوبية فقد أثارت اهتماما كبيرا لدراسة هذه المسائل وبرهنت على ان افريقيا لم تكن لها أثارها الحقيقية القديمه الخاصة وعصورها الوسطي المتطورة فحسب بل ان شعوب هذه القاره كانت تشكل منذ البداية جزء لايتجزاء من التاريخ الثقافى للانسانيه وانأ شخصيا أقول بالراى القائل بان حل هذه المسائل يمثل أيضا أهمية كبرى بالنسبة لتطور شعوب افريقيا حاليا ومستقبلا – لقد قدمت فى القسم الأول من بحثي الخاص بتطور الشعوب الافريقيه شرحا من اصل المجتمع البشرى فى القارة الافريقيه وكذلك ألدلاله عن الطابع الاصيل لزنوج افريقيا كما تمكنت من تحديد منطقة نشؤ المجتمع البشرى واعدت بناء أقدم عصور التاريخ الافريقى معتمدا فى ذلك على اكتشافات الطبيعة الانسانيه وأثار متقبل التاريخ التى عثر عليها إلى ألان – حقيقة ان افريقيا هى مهد الانسانيه كما اثنا بذلك شارل داروين فى كتابه اصل الانسانيه – وان أقدم الاكتشافات للإنسان المسمى(( هوموهبيلس)) قد عثر عليها فى ( هوة اول داوى) بافريقيا الشرقيه ويعود تاريخها إلى ملايين السنين ويدل هذا على ان أقدم أثار المجتمع البشرى وكذلك ثقافته قد اكتشفت فى افريقيا – إما فيما يتعلق بالجنس الاسود فلقد لاحظت انه نشاء ابان العصور الحجريه القديمه فى نفس عهود اجناس المنغول والاوربيين الأول – قوقا سويت- اى زمن تطور الجنس الحالى - للهوموسابيات – اى قبل عهدنا بمايقارب مائة إلف سنه إلى عشرة ألاف سنه وحتى عبر التاريخ فانها تشكل من ناحية التطور مجتمعين متبايين على الاقل وانى ارى فى اكتشاف الطابع الاصيل بافريقيا عند كل من – البالينقرويد- ( الزنوج السمر ) – قبائل خويسان –( الاقزام) وكذلك عند – النيونقوريد- ( السود انفسهم كاهم نتيجه) فبينما كانت فرق باليونقرويد تعيش فى منطقة افريقيا القديمه منذ 40-50 إلف سنه كانت فرق السود على وجه الدقه –( الباتو – السودانيين – النيلوت ) الذين يعتبرون من الناحيه البشريه احدث ومن ناحية التطور اكثر رقيا – اذ انهم لم ينشؤا فى افريقيا الامنذ عشرة الاف سنه فقط وقد انتشروا عبر القاره بسرعه نسبيه ولم تمضى عليهم فترة طويلة حتى احتلوا كامل افريقيا جنوب الصحراء ويدلنا على ان مجتمعات السود لم تقدم من اسيا ولامن اوربا وان تطورهم الثقافى والقومى لم يكن نتيجة حضارات اوثقافات اجنبيه فى علمي فاننى ادحض الاراء الحاليه للعلماء امثال – ويدنراش – فرنيبارق- سيلقمان- وغيرهم الذين لا يعترفون بأصل الزنوج الافريقى وبثقافتهم اولا يقبلونه الأعلى اساس تاثيرات جوهريه اوربيه او اسيويه كما اننى ادحض الاراء والافكار الفرديه لبعض العلماء الافارقه تلك الاراء التى وان كانت شائعه جدا فى افريقيا مثل مااتى به كل من الشيخ – انت ديوب- غرانت جونسون – إلا إنها بقيت فى ميدان الخيال والافتراضات .
وأخيرا لا بدلى أيضا من معارضة فكرة العالم الامريكى (( دوناندويدنار)) كما عرضها فى كتابه ( تاريخ افريقيا الواقعه جنوب الصحراء) نيويورك 1962م ويبدوا شرحه تقدميا فى الظاهر حيث انه على عكس العلماء السابقين يدافع عن الراى القائل ( بان افريقيا ليست هى مهد الزنوج فحسب بل مهد الانسانيه قاطبه ) ويدل بنظرية نزوح الاجناس والاقوام الاخرى من هذا المركز لافريقيا الشرقيه – وهنا يدخل– ويدنار- فى النظريات التى لاتتلائم مع الاكتشافات ولا مع الاحداث ألعلميه فى الأجزاء الاخرى من العالم.
واننى اعتبر مسألة تحديد النواة العرقيه لسكان افريقيا الأصليين اى تحديد أقدم الاقوام العرقيه بافريقيا كمساهمه أخرى هامه بالنسبة لمعرفة أقدم تاريخ لافريقيا وانى لاحظت وجود أربعة مجموعات أوليه :-
1قوم من جنس نيونقرويد ( البفتو- السودانيين – النيلوت )
1- قوم من جنس الخويسات ( بوشيمات – وبعد ذلك الحوتنتوت)
2- قوم من جنس البيقماى ( الاقزام)
3- قوم من البيض الافارقه (ويلقبون بافارقة ساحل البحر الابيض المتوسط)
4- وادمج هذا التعبير الاخير – البيض الافارقه – فى الأدب لاول مره لانه
يدل على اكثر من غيره على طبيعة هذه المجتمعات ويوافق قائمة التسميات الدوليه من حيث اللفظ – وبجانب هذه الاقوام الاوليه الاربعه للمجتمع الافريقى الاصلى يجب اضافة فريقا خامسا نشأ اخيرا وهو فى نفس الوقت مكون من خليط من الشعوب مثل الحبش وقد ساهم هذا الاخير بقسط وافر فى تكوين فرقه عرقيه فى المناطق المتاخمه لجنوب الصحراء وفى الجزء الشمالى الشرقى للقاره . واننى على علم بان تفسير وترتيب علم حياة البشر فى افريقيا سيبقى بدون شك لمدة طويلة موضوع تخمين وتأمل ومناقشات نظريه – وخلافات علميه ولكن أصالة نشأة اجناس نيقرويد ومجتمعات السود لن تعود مثار للجدال .
ربما كان تطور الاقوام الافريقيه بطيئا اكثر مما هى عليه فى اوربا وآسيا ولكنها تطورت فى الفترة التاريخية نفسها بتوان أطول مما هوعليه فى المراكز الاخرى من القارة القديمه وفى هذا التسلسل من التطور الاجتماعي فان تطور المجموعات العرقيه والجنسيات والشعوب بافريقيا هو الذي كان متخلفا , ففى بعض الجهات نرى ان المجموعات والأحزاب والقبائل لم تتطور بعد من ناحية الجنسيات ونجد أن العديد من الاقوام ذوى الجنسيات لم تتوفر فيهم إلى الان الشروط الاوليه لتكوين امة , وإذا نظرنا إلى القارة الافريقيه من هذه الزاوية فإننا نلاحظ إنها محالفه لأوربا جوهريا إلا ان تطور الجنسيات لايقع بصفة منعزلة لانه مرتبط بالتطور العام الاجتماعي والاقتصادي والتاريخي للمجتمعات المختلفة فى افريقيا واما مقارنة الاحداث الثقافية والاجتماعية الغيرهامه وكذلك منعطفات الانسانيه فى اوربا وآسيا وأفريقيا الدليل التاريخىعلى ان القارة الافريقيه لم تكن مجرد( قارة شعوب متأخره ومتوحشة) بل كان لها ولها ألان تاريخها الخاص وتطورها الوطني الخاص غالبا ماتشهد الرقى ان لم نقل التقدم الذي عرفته المراكز التاريخية فى اوربا وآسيا – هذا ماقاله وزاف وولف -
ونحن نقول ان قضية الجدال الواسعة حول هذه القاره هى نظرة الآخرين إليها من خلال ثقافتهم الخاصة البعيدة عن الثقافة الافريقيه ذاتها- وان كنت انظر أيضا إلى تعامل أبناء القارة الافريقيه بالثقافة المستمده ولو إننا تحررنا فعلا من ثقافة الاستعمار وشددنا الهمة والرحيل إلى أدغال هذه القاره وتحدثنا مع شعوبها الذين هم منا ونحن منهم وراجعنا معا ثقافتنا الافريقيه وتحررنا تماما من تلك الثقافات وحررنا أنفسنا أيضا من عقدة النقص التى تسيطر علينا وحررنا النفوس مما يسيطر عليها من خوف لوجدنا حقائق جديدة نسدلها إلى هذه القاره مجدا جديدا ومفيدا ونحيى حضارة كانت وستبقى هى حضارة الانسانيه عموما – وخير القول ما شهدت به الأعداء
[img][/img]