كما اعتاد أبناء الزمان واجمعت عليه قيام اثر ذاك قيام
اى مثل اعتياد أبناء الزمان جمع بنواصل ابن نحو جمل واجمال وقلبت الواو همزه لوقوعها بعد إلف زائده وانتسابهم للزمان لملابسة وقوعهم فيه والفئام الملية من الناس وهواسم جمع اذلاواحد من لفظه اى اجمعت على ذلك طائفة بعد طائفه فان أبناء الزمان قد اعتادوا ان يقابلوا الزمان على اساءته لهم بالاساءة امافى النثر كقولهم فلوعه المشتكى من الزمان الخوان المفرق بين الاحبة والاخوان وامافى النظم كقوله :
تبالدهرقداتى بعجائب ومحى قنون العلم والادب
وقول الاخر: قد دفعنا إلى زمان لئيم لم ينل منه غير غل للصدور
وقول التهامى:-
ليس الزمان وان حرصت مسالما خلف الزمان عداوة الاحرار
وقال ابوفراس حمدون : مالى اعاتب دهرى اين يذهب بى
قد صرح الدهر لي بالمنع واليأس
ابغى الوفاء بدهر لاوفاء به
كاننى جاهل بالدهر والناس
وقال ابن سناالملك : وانك عبدى يازمان واننى
على الرغم منى ان أرى لك سيداتي وسادتي
وليس هذا من الانصاف إذا الدهر له تنفسات وليس كل كربة يعاب ولاكل عذب يستطاب فانه يمدح الصبر على نفعه بل فى الصحيحين من رواية ابوهريره رضي الله عنه ((حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات )) وربما استطاب الموت وحجبة وحمده الشجيع عند تفاخر الفرسان فىالمبارزه لتوقع لذة المحمدة ولو بعد موته بل الانصاف ان يحمد الدهر على حسنة من حسناته ولو بلازم اساءته كمافعله المولف مد الله حياته .
تبدلت الاطوار وانحل عقدها وزال عن ادوار الزمان نظام
الاطوار الحدود وانحل عقدها اىارتباطها والادوار جمع دور فان الازمنه لها عودات لمامنه بدت كالفصول والسنين والقرون ويمكن ان يراد مايقال فى صناعةالنجوم من الادوار الدالة عندهم على الملل والدول ولبعضهم فى المعنى :-
وكم سيد يستوجب الرفع قدره غدا ساكنا من لحى ايامه خفضا
ومستسفل يدعى رئيسا لقومه كذاك الخصا يدعى رئيسا من الاعضا
وينسب إلى ابيناادم عليه الصلاة السلام :-
تغيرت البلاد ومن عليها فوجه الأرض مغبر قبيح
وزاح عن الأيام نور ورونق وطبق اكناف البلاد ظلام
وزاح عن الأيام اى ذهب عنها والرونق الحس وطبق اكناف البلاد اى وعم جوانبها والنور لغة أيضا وهو عرض من مقولة الكيف يقابل الظلام تقابل العدم والملكة فى ذكرهما طباق واتعير الظلام للكدورة ويجوز ان يراد الأول العدى والثانى الظلال اى وعم جوانب كل فرد من أفراد البلاد لان لام الجنس إذا دخلت على الجمع ازالت منه معنى الجمعيه أو تفيد استغراق الجموع وخروج الواحد والاثنين مانع من استغراقها .
خبت نار اعلام المعارف وشبت لنيران الظلال ضرام
خبت أصله خبات إلا ان العرب تركت همزته اى اختفت واستترت والنار تونث لتصغيرها على نويرة واستعيرت لاشراق العلم والأعلام جمع علم اىالراية والمعارف العلوم والهى فى الأصل مصدر كالسرى ومهناه الدلالة على مايوصل إلى المطلوب وقد عرفه بعضهم بالدلالة ألموصله إلى البقية ونقض بقوله تعالى(( واماثمود فهديناهم فاستحبواالعمى على الهدى)) -وشبت اى هاجت والضرام بالكسر الاشتعال والضلال العدول عن الطريق السوى عمل أو خطا وله عرض عريض والتفاوت بين ادناه واقصاه كثير واواعه كثيرة ولذا اشار إليها بجمع النيران الدال على الكثرة واستعارة الضلال للجهل أمر شايع ويحتمل ان يكون مجازا مرسلا ويحتمل الكناية وقد كفانا الله تعالى فى ذم الجهال بغاية الذم حيث جعلهم اسوا حالا من البهايم العجم حيث قال تعالى(( انهم كالانعام بل هم اضل سبيلا)) - اذ البهايم غير متمكنه من طلب الكمال فلا تقصير منها فلاذم والجهال مقصودون .
وكان سرير العلم صرحا ممردا يناغى القباب السبع وهى عظام
كان ناقصه وهى لتقرير الخبر على الاسم منقطف صرحا خبرها ممردا صفته والصرح القصر والممرد المجلس يناغى السنوات القباب السبع الجملة صفة صرح اى بلغ علوه حتى انه يتكلم مع الموات من ناغت الطفل اى كلمته على وجه الموانسه وقد وصفها بالقباب تبعا لماجاء فى الاثر فمنه ما اخرج ابوحاتم عن السدى فى قوله تعالى(( والسماء بناها)) قال السماء على الأرض كهيئة القبة فى تشبيه العلم بالملك المضمر فىالنفس استعارة بالكنايه واثبات السرير له تخيليه وكذلك فى اعلام المعارف قال الله تعالى(( لقد اتينا داوود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين)) يعنى ممن يوت علما مثل علمهما ففيه دليل كاف على شرف العلم واهله وعلى شرفه على الملك حيث شكرا على العلم وجعلاه اساس الفضل ولم يعتبرا ما اوتيا من الملك الذي لم يؤت غيرهما مثله :-
متينا رفيعا لايطار غرابه عزيزا منيعا لايكاد يرام
متينا خبر بعد خبراى صلبا قويا وكيف ليكون وقدقدروابه على أمور خارقه للعادة تعجز عنها قوة الانس والجن وذلك فى مجيئى عرش بلقيس من سبا إلى الشام وذلك مسافة ثمانين يوما بيسر الأثقال فى طرفة عين جاء به أصعا بن برخيا وزير سليمان عليه السلام بالعلم قال الله تعالى ((قال الذي عنده علم من الكتاب انأ اتيك به قبل ان يرتد أليك طرفك فلماراءه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربى )) رفيعا لان الله تعالى قرب شهادة اهل العلم بشهادة الملائكه قال الله تعالى(( انه لااله الاهو والملائكة واولوا العلم)) لايطار غرابة مثل يضرب لكثر الخير الخصب قال النابغه :-
ولو هد حان وقد سورة فى المد ليس غرابها بمطار
عزيزا يحيى من عز بعز بالفتح بمعنى يغلب وياتمن عز يعز بالضم بمعنى تقوى وفى شد ويجى من عزيعز بالكسر بمعنى القليل والثالث ليس بمراد وهو هنا بمعنى شديد منيعا اى ممنوع عن ايدى الجهال لشدة حصاته لايكاد يرام صفة منيع ويكاد من افعال المغاربه وهى هنا لنفى الفعل عن أصله اى الطلب اى ماقارب ان يكون ولا أظن انه يكون كما فى قوله تعالى(( إذا اخرج يده لم يكد يريها )) مهيبا وتحمى الحريم واهله .
هذا ما انتهى إليه من شرح لأبيات كانت قمة البلاغه والتأثير مع تمنياتي للجميع بالتوفيق والاستفادة
[img][/img]
اى مثل اعتياد أبناء الزمان جمع بنواصل ابن نحو جمل واجمال وقلبت الواو همزه لوقوعها بعد إلف زائده وانتسابهم للزمان لملابسة وقوعهم فيه والفئام الملية من الناس وهواسم جمع اذلاواحد من لفظه اى اجمعت على ذلك طائفة بعد طائفه فان أبناء الزمان قد اعتادوا ان يقابلوا الزمان على اساءته لهم بالاساءة امافى النثر كقولهم فلوعه المشتكى من الزمان الخوان المفرق بين الاحبة والاخوان وامافى النظم كقوله :
تبالدهرقداتى بعجائب ومحى قنون العلم والادب
وقول الاخر: قد دفعنا إلى زمان لئيم لم ينل منه غير غل للصدور
وقول التهامى:-
ليس الزمان وان حرصت مسالما خلف الزمان عداوة الاحرار
وقال ابوفراس حمدون : مالى اعاتب دهرى اين يذهب بى
قد صرح الدهر لي بالمنع واليأس
ابغى الوفاء بدهر لاوفاء به
كاننى جاهل بالدهر والناس
وقال ابن سناالملك : وانك عبدى يازمان واننى
على الرغم منى ان أرى لك سيداتي وسادتي
وليس هذا من الانصاف إذا الدهر له تنفسات وليس كل كربة يعاب ولاكل عذب يستطاب فانه يمدح الصبر على نفعه بل فى الصحيحين من رواية ابوهريره رضي الله عنه ((حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات )) وربما استطاب الموت وحجبة وحمده الشجيع عند تفاخر الفرسان فىالمبارزه لتوقع لذة المحمدة ولو بعد موته بل الانصاف ان يحمد الدهر على حسنة من حسناته ولو بلازم اساءته كمافعله المولف مد الله حياته .
تبدلت الاطوار وانحل عقدها وزال عن ادوار الزمان نظام
الاطوار الحدود وانحل عقدها اىارتباطها والادوار جمع دور فان الازمنه لها عودات لمامنه بدت كالفصول والسنين والقرون ويمكن ان يراد مايقال فى صناعةالنجوم من الادوار الدالة عندهم على الملل والدول ولبعضهم فى المعنى :-
وكم سيد يستوجب الرفع قدره غدا ساكنا من لحى ايامه خفضا
ومستسفل يدعى رئيسا لقومه كذاك الخصا يدعى رئيسا من الاعضا
وينسب إلى ابيناادم عليه الصلاة السلام :-
تغيرت البلاد ومن عليها فوجه الأرض مغبر قبيح
وزاح عن الأيام نور ورونق وطبق اكناف البلاد ظلام
وزاح عن الأيام اى ذهب عنها والرونق الحس وطبق اكناف البلاد اى وعم جوانبها والنور لغة أيضا وهو عرض من مقولة الكيف يقابل الظلام تقابل العدم والملكة فى ذكرهما طباق واتعير الظلام للكدورة ويجوز ان يراد الأول العدى والثانى الظلال اى وعم جوانب كل فرد من أفراد البلاد لان لام الجنس إذا دخلت على الجمع ازالت منه معنى الجمعيه أو تفيد استغراق الجموع وخروج الواحد والاثنين مانع من استغراقها .
خبت نار اعلام المعارف وشبت لنيران الظلال ضرام
خبت أصله خبات إلا ان العرب تركت همزته اى اختفت واستترت والنار تونث لتصغيرها على نويرة واستعيرت لاشراق العلم والأعلام جمع علم اىالراية والمعارف العلوم والهى فى الأصل مصدر كالسرى ومهناه الدلالة على مايوصل إلى المطلوب وقد عرفه بعضهم بالدلالة ألموصله إلى البقية ونقض بقوله تعالى(( واماثمود فهديناهم فاستحبواالعمى على الهدى)) -وشبت اى هاجت والضرام بالكسر الاشتعال والضلال العدول عن الطريق السوى عمل أو خطا وله عرض عريض والتفاوت بين ادناه واقصاه كثير واواعه كثيرة ولذا اشار إليها بجمع النيران الدال على الكثرة واستعارة الضلال للجهل أمر شايع ويحتمل ان يكون مجازا مرسلا ويحتمل الكناية وقد كفانا الله تعالى فى ذم الجهال بغاية الذم حيث جعلهم اسوا حالا من البهايم العجم حيث قال تعالى(( انهم كالانعام بل هم اضل سبيلا)) - اذ البهايم غير متمكنه من طلب الكمال فلا تقصير منها فلاذم والجهال مقصودون .
وكان سرير العلم صرحا ممردا يناغى القباب السبع وهى عظام
كان ناقصه وهى لتقرير الخبر على الاسم منقطف صرحا خبرها ممردا صفته والصرح القصر والممرد المجلس يناغى السنوات القباب السبع الجملة صفة صرح اى بلغ علوه حتى انه يتكلم مع الموات من ناغت الطفل اى كلمته على وجه الموانسه وقد وصفها بالقباب تبعا لماجاء فى الاثر فمنه ما اخرج ابوحاتم عن السدى فى قوله تعالى(( والسماء بناها)) قال السماء على الأرض كهيئة القبة فى تشبيه العلم بالملك المضمر فىالنفس استعارة بالكنايه واثبات السرير له تخيليه وكذلك فى اعلام المعارف قال الله تعالى(( لقد اتينا داوود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين)) يعنى ممن يوت علما مثل علمهما ففيه دليل كاف على شرف العلم واهله وعلى شرفه على الملك حيث شكرا على العلم وجعلاه اساس الفضل ولم يعتبرا ما اوتيا من الملك الذي لم يؤت غيرهما مثله :-
متينا رفيعا لايطار غرابه عزيزا منيعا لايكاد يرام
متينا خبر بعد خبراى صلبا قويا وكيف ليكون وقدقدروابه على أمور خارقه للعادة تعجز عنها قوة الانس والجن وذلك فى مجيئى عرش بلقيس من سبا إلى الشام وذلك مسافة ثمانين يوما بيسر الأثقال فى طرفة عين جاء به أصعا بن برخيا وزير سليمان عليه السلام بالعلم قال الله تعالى ((قال الذي عنده علم من الكتاب انأ اتيك به قبل ان يرتد أليك طرفك فلماراءه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربى )) رفيعا لان الله تعالى قرب شهادة اهل العلم بشهادة الملائكه قال الله تعالى(( انه لااله الاهو والملائكة واولوا العلم)) لايطار غرابة مثل يضرب لكثر الخير الخصب قال النابغه :-
ولو هد حان وقد سورة فى المد ليس غرابها بمطار
عزيزا يحيى من عز بعز بالفتح بمعنى يغلب وياتمن عز يعز بالضم بمعنى تقوى وفى شد ويجى من عزيعز بالكسر بمعنى القليل والثالث ليس بمراد وهو هنا بمعنى شديد منيعا اى ممنوع عن ايدى الجهال لشدة حصاته لايكاد يرام صفة منيع ويكاد من افعال المغاربه وهى هنا لنفى الفعل عن أصله اى الطلب اى ماقارب ان يكون ولا أظن انه يكون كما فى قوله تعالى(( إذا اخرج يده لم يكد يريها )) مهيبا وتحمى الحريم واهله .
هذا ما انتهى إليه من شرح لأبيات كانت قمة البلاغه والتأثير مع تمنياتي للجميع بالتوفيق والاستفادة
[img][/img]